سورة الأنفال - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأنفال)


        


قوله عز وجل {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً} يعني في نقض العهد.
{فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَآءٍ} أي فألق إليهم عهدهم حتى لا ينسبوك إلى الغّدر. بهم. والنبذ هو الإلقاء. قال الشاعر:
فهن ينبذن من قول يصبن به *** مواقع الماء من ذي الغلة الصادي
وفي قوله تعالى {عَلَى سَوَآءٍ} خمسة أوجه:
أحدها: على مهل، قال الوليد بن مسلم.
والثاني: على محاجزة مما يفعل بهم، قاله ابن بحر.
والثالث: على سواء في العلم حتى لا يسبقوك إلى فعل ما يريدونه بك.
والرابع: على عدل من غير حيف، واستشهد بقول الراجز:
فاضرب وجوه الغد والأعداء *** حتى يجيبوك إلى السواء
أي إلى العدل.
والخامس: على الوسط واستشهد قائله بقول حسان:
يا ويح أنصار النبي ورهطه *** بعد المغيب في سواء الملحد
وذكر مجاهد أنها نزلت في بني قريظة.


قوله عز وجل {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ} فيه خمسة أقاويل:
أحدها: أن القوة ذكور الخيل، ورباط الخيل إناثها، وهذا قول عكرمة.
والثاني: القوة السلاح، قاله الكلبي.
والثالث: القوة التصافي واتفاق الكلمة.
والرابع: القوة الثقة بالله تعالى والرغبة إليه.
والخامس: القوة الرمي. روى يزيد بن أبي حبيب عن أبي عليّ الهمزاني عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر: «{وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُمْ مِّن قوة} أَلاَ إِنَّ القُوةَ الرميُ» قالها ثلاثاً.
{وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ} على قول عكرمة إناثها خاصة، وعلى قول الجمهور على العموم الذكور والإناث.
وقد روى عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ارتبطوا الخيل فَإِنَّ ظُهُورَهَا لَكُم عِزٌّ، وَأَجْوَافَهَا لَكُم كَنزٌ».

{تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} فيه وجهان:
أحدهما: عدو الله بالكفر وعدوكم بالمباينة.
والثاني: عدو الله هو عدوكم لأن عدو الله عدو لأوليائه. والإرهاب: التخويف.
{وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} فيه خمسة أقاويل:
أحدها: هم بنو قريظة، قاله مجاهد.
والثاني: أهل فارس والروم قاله السدي.
والثالث: المنافقون؛ قاله الحسن وابن زيد.
والرابع: الشياطين، قاله معاذ بن جبل.
والخامس: كل من لا تعرفون عداوته، قاله بعض المتأخرين.


قوله عز وجل {وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: وإن مالوا إلى الموادعة فَمِلْ إليها.
والثاني: وإن توقفوا عن الحرب مسالمة لك فتوقف عنهم مسالمة لهم.
والثالث: وإن أظهروا الإسلام فاقبل منهم ظاهر إسلامهم وإن تخلف باطن اعتقادهم.
وفيه ثلاثة أقاويل: أحدها: أنها عامة في موادعة كل من سألها من المشركين ثم نسخت بقوله تعالى {فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُم} [التوبة: 5] قاله الحسن وقتادة وابن زيد.
والثاني: أنها في أهل الكتاب خاصة إذا بذلوا الجزية.
والثالث: أنها في قوم معينين سألوا الموادعة فأمر بإجابتهم.

5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12